Girl in a jacket

“الأمطار تنعش آمال المغرب: قفزة في احتياطيات السدود وتجديد الأمن المائي”

في الأسابيع القليلة الماضية، شهدت المملكة المغربية، بفضل الله، تساقطات مطرية مباركة ساهمت في تحسين وضع احتياطيات السدود في عدة مناطق بالبلاد. وفقًا لما أعلنته وزارة التجهيز والماء، فإن كمية المياه المخزنة في السدود قد وصلت إلى 4392.9 مليون متر مكعب، ما يعادل زيادة تقدر بأكثر من 27.2%.

هذه الزيادة تعد قفزة نوعية مقارنة بالنسب المسجلة في بداية الشهر، حيث سجلت أكثر من 2% زيادة، على الرغم من أنها ما زالت دون المستوى المسجل في نفس الفترة من العام الماضي، الذي وصلت فيه نسبة ملء السدود إلى 34.7%، مما يشير إلى انخفاض بأكثر من 7%.

من جهة أخرى، حققت خمسة سدود نسبة ملء تصل إلى 100%، وهي سدود شفشاون، الشريف الإدريسي، النخلة، واد زا، وبوهودة. كما تجاوزت نسبة ملء سد علال الفاسي وسد سيدي إدريس 90%.

في منطقة ملوية، شهدت نسبة ملء السدود الكبرى ارتفاعًا طفيفًا لتصل إلى 27.42%، بفضل الأمطار الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

تفصيليًا، بلغت نسبة ملء سد محمد الخامس 26%، أي ما يعادل 42.837 مليون متر مكعب، في حين وصلت نسبة ملء سد واد زا إلى 53%، أي 118.947 مليون متر مكعب. وسجل سد مشرع حمادي نسبة ملء بلغت 60%، مع 2.806 مليون متر مكعب، وسد تامالوت 16% بـ7.252 مليون متر مكعب. أما سد انجيل فقد بلغت نسبة ملئه 7% بـ0.645 مليون متر مكعب، وسد الحسن الثاني 14% بـ48.292 مليون متر مكعب.

هذه الأرقام تعكس أهمية التساقطات المطرية الأخيرة في تعزيز مخزونات المياه بالسدود الرئيسية في المغرب، مما يساهم في دعم الأمن المائي للبلاد في ظل التحديات المتزايدة المتعلقة بالموارد المائية. الجهود المستمرة لتحسين إدارة المياه وتعزيز قدرات التخزين تبقى حيوية لضمان استدامة توفير المياه للأغراض الزراعية، الصناعية، والاستهلاك البشري.

في هذا السياق، تبرز الأهمية الكبيرة للمشاريع المائية الجاري تنفيذها والمخطط لها في تأمين مصادر المياه وضمان استمرارية توفيرها في مواجهة التغيرات المناخية والضغوط الديموغرافية. الاستثمار في تكنولوجيا المياه الحديثة وتحسين البنية التحتية المائية يعتبران من الركائز الأساسية لضمان مرونة نظام المياه في المغرب وقدرته على التكيف مع الاحتياجات المتغيرة.

بالتوازي، تحث السلطات المواطنين والقطاعات المختلفة على تبني ممارسات مستدامة في استخدام المياه للحفاظ على هذا المورد الحيوي. من خلال التعاون والعمل المشترك، يمكن للمغرب مواجهة التحديات المائية وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، مع ضمان الحفاظ على الثروة المائية للأجيال القادمة.