Girl in a jacket

المبادرة الوطنية للتنمية البشرية : عناية متواصلة واهتمام كبير بالتعليم الأولي بإقليم كلميم

 ( إعداد: أحمد الكرمالي )

 أولت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على مستوى إقليم كلميم، عناية كبيرة للتعليم الأولي لاسيما بالوسط القروي.

بفضل أسلوبها التشاركي ومقاربتها المندمجة وأيضا جهود كافة الشركاء، استطاعت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي توجد في مرحلتها الثالثة، إطلاق مجموعة من المشاريع التي تشجع على ولوج الأطفال للتعليم والنهوض بالتعليم الأولي، ومنها خلق وحدات بعدد من الجماعات الترابية بالإقليم ، مجهزة بعتاد بيداغوجي.

فمنذ الموسم الدراسي المنصرم 2021-2022 ، تم في إطار المبادرة الوطنية إحداث 7 وحدات للتعليم الأولي بعدد من الجماعات الترابية ، و 6 وحدات أخرى في طور الإنجاز، بالإضافة إلى افتتاح 131 قسما مدمجا في مختلف المؤسسات التعليمية بالإقليم بشراكة مع الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين .

تسير هذه الوحدات وغيرها المنجزة في إطار برامج عمومية، من طرف المؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي، التي تشرف على توظيف وتكوين المربيات وفق البيداغوجيات المعتمدة في تربية الأطفال، كما تقوم بالحرص على ضمان استجابة الخدمة للمعايير المحددة.

ويسهر على تأطير الأطفال بهذه الوحدات، أزيد من 100 مربية استفدن من تكوين أساسي في مختلف المجالات كالإطار المؤسساتي للتعليم الأولي ، والنمو الشامل للطفل ، وكذا مختلف المقاربات البيداغوجية المعتمدة في مجال التعليم الأولي.

بوحدة للتعليم الأولي بدوار “تلعينت” التابع للجماعة الترابية تيمولاي، يتحلق حول طاولات القسم عدد من أطفال، إناثا وذكورا تتراوح أعمارهم بين 4 و 5 سنوات، بتأطير من مربية متخصصة تمكنهم من تلمس الخطوات الأولى في مسارهم الدراسي .

وشكل إحداث هذه الوحدة التربوية، التي بدأت العمل في الموسم الدراسي 2021-2022 ، دفعة قوية لأبناء القرية لولوج تعليم أولي وفق شروط الجودة المعتمدة حيث يتم تتبع طرق بيداغوجية جديدة لتعليم أطفال المنطقة بتلقينهم أبجديات اللغة والأرقام واللعب.

وبحسب محمد غضبان ، إطار بقسم العمل الاجتماعي بولاية جهة كلميم وادنون، فإن التعليم الأولي يشكل أهمية قصوى في تأهيل الأطفال في سن التعليم الأولي لولوج التعليم الابتدائي وهم يمتلكون القدرات ومستوى كافي من التعلمات من أجل النجاح والتفوق ، مضيفا أن التركيز على محور التعليم الأولي يكتسي أهمية كبيرة خاصة بالنسبة للتغلب على مشكل الهدر المدرسي والرفع من مؤشرات التنمية بمختلف الجماعات والدواوير المعنية.

وأشار السيد غضبان، في تصريح لقناة (M24) التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، إلى أن وحدة “تلعينت” بجماعة تيمولاي هي واحدة من بين عدة وحدات مخصصة للتعليم الأولي بالإقليم، منها 7 وحدات مشغلة و6 في طور الإنجاز في المرحلة الثالثة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية.

وأشار إلى أن إنجاز هذه الوحدات بشراكة وتنسيق مع مختلف المتدخلين من مديرية إقليمية للتعليم، والمؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي بكلميم وادنون، ولجان محلية للتنمية البشرية، وجماعات ترابية معنية، يندرج في إطار محور دعم برنامج التعليم الأولي بالوسط القروي ضمن البرنامج الرابع للمبادرة الوطنية والمتعلق بالدفع بالتنمية البشرية للأجيال الصاعدة الذي يركز بالأساس على تثمين الرأسمال البشري وتجويد التعليم الأولي، ومحاربة الهدر المدرسي وتقوية قدرات الأطفال في سن التمدرس المقبلين على التعليم الابتدائي.

بوحدة دوار تلعينت ، كما هو شأن باقي الوحدات، تم اعتماد مقاربة “بيداغوجية التعلم عن طريق اللعب”، والتي تعتمد على ثلاثة محاور تتمثل في التربية والتفتح والتعلم، كما يتمركز هذا المنهج التربوي حول الطفل باعتباره محور العملية التعلمية والفاعل الأساسي فيها عبر بناء تعلمات ومهارات الطفل عن طريق الاكتشاف والتجربة وإكسابه الثقة في النفس وبعض الاستقلالية.

في هذا السياق، يؤكد محمد رضا ، مكلف بالإشراف التربوي على وحدات التعليم الأولي بإقليم كلميم ، أن إحداث وحدات للتعليم الأولي بالإقليم يندرج في إطار انخراط مختلف المتدخلين في هذا المجال من أجل تعميم التعليم الأولي على المناطق القروية، مبرزا أن المؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي هي فاعل أساسي في هذا التعميم بمعية المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ومختلف الشركاء، وذلك بهدف تعميم تعليم أولي ذو جودة، غير أن ذلك ، يضيف السيد رضا، لن يتحقق إلا بتوفير فضاء نموذجي يراعي حاجيات الطفل وتكوين الموارد البشرية.

وأشار إلى أن إحداث هذه الوحدات ساهم أيضا في خلق فرص شغل لمجموعة من المربيات والمربين، مبرزا أن المؤسسة تعتمد في عملها مع الأطفال على مقاربة بيداغوجية تتمحور حول التربية والتفتح والتعلم .

أما حكيمة أبلا، مربية بوحدة “تلعينت” بجماعة تيمولاي، فتقول، في تصريح مماثل، “نحاول في الفصل تحبيب الطفل في التعلم عبر اعتماد مجموعة من بيداغوجيات التعليم الأولي” ، مضيفة أن تعليم الأطفال يمر عبر عدة مراحل تبدأ باستقبالهم بالوحدة ، ثم اعتماد ركن التجمع والعمل في إطار مجموعات بين الأطفال، وكل ذلك يتم وفق منظور بيداغوجي يتمحور حول الطفل ويعتمد على ثلاثة محاور هي التربية والتفتح والتعلم.

من جهته، استحسن رشيد المسعودي، نائب رئيس جماعة تيمولاي، هذه المبادرة التربوية التي من شأنها أن تساهم في توسيع العرض التربوي بالمنطقة ونسعى إلى بناء وحدات أخرى على مستوى مجموعة من الدواوير بالجماعة ، مضيفا أن التكوين الذي يتلقاه الأطفال بهذه الوحدة من شأنه أن يؤهلهم لولوج التعليم الابتدائي وهم يتوفرون على كفايات معرفية تمكنهم من الانخراط في التعليم الابتدائي.

هي إذن ، تجربة رائدة تقودها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لمنح تعليم أولي بجودة عالية وتأطير تربوي رفيع، انعكس على الإقبال المتزايد لأطفال يقومون بخطواتهم الأولى في مشوار دراسي قد يكون حافلا بالنجاحات.