في ظل الارتفاع الملحوظ في حالات الإصابة بـ”حمى الببغاء” أو ما يعرف بـ”الداء الببغائي” في أوروبا، تتجه الأنظار مجددًا إلى هذا المرض الذي بدأ يثير المخاوف بعد أن تسبب بوفاة خمسة أشخاص في الدنمارك وهولندا. يعتبر هذا المرض، الذي يسببه بكتيريا “المتدثرة الببغائية”، مرضًا يصيب الطيور بشكل أساسي لكنه قادر على الانتقال إلى البشر، مما يجعله مصدر قلق للصحة العامة.
يُعرف “الداء الببغائي” بأنه مرض تنفسي يمكن أن يتراوح بين الخفيف والشديد، حيث يشبه في بداياته الإنفلونزا مع أعراض مثل الحمى والقشعريرة والصداع وآلام العضلات، لكنه قد يتطور إلى التهاب رئوي خطير. ينتقل المرض إلى الإنسان عن طريق الاتصال المباشر بالحيوانات المصابة أو استنشاق غبار ملوث بذرق الطيور أو البراز، خاصة أثناء تنظيف أقفاص الطيور. أربعة من الوفيات المؤكدة في الدنمارك وواحدة في هولندا جراء “الداء الببغائي” تعيد إلى الذاكرة خطورة هذا المرض، وتُظهر الحاجة الملحة لاتخاذ تدابير وقائية خاصة بين الأشخاص الذين لديهم اتصال مباشر بالطيور. منظمة الصحة العالمية أشارت إلى ارتفاع ملحوظ في حالات الإصابة منذ نوفمبر وديسمبر من العام الماضي، مما يعكس تزايد خطر انتشار المرض. الحالات التي تم الإبلاغ عنها في ألمانيا وزيادتها في النمسا، الدنمارك، السويد، وهولندا تؤكد على ضرورة اليقظة والمراقبة لمنع تفشي المرض بشكل أوسع. وعلى الرغم من تقدير منظمة الصحة العالمية لمخاطر الانتقال إلى البشر على أنها منخفضة، إلا أن الإجراءات الوقائية، بما في ذلك تعزيز النظافة عند التعامل مع الطيور واستخدام معدات الحماية الشخصية عند الضرورة، تبقى ضرورية للحد من خطر الإصابة. الأشخاص الذين يعملون في مجالات معرضة للخطر، مثل متاجر الحيوانات الأليفة، مصانع الدواجن، والعاملين في المجال البيطري، يجب أن يكونوا على دراية بالمخاطر والإجراءات الوقائية لتجن ب الإصابة بهذا المرض. مع تزايد الحالات، يصبح من المهم أكثر فأكثر أن تتخذ السلطات الصحية والمجتمعات المعنية خطوات فعالة للتوعية والوقاية لحماية الصحة العامة.

خالد العدام
317 المشاركات