تم رسميًا افتتاح معبر حدودي جديد بين المملكة المغربية والجمهورية الإسلامية الموريتانية، يحمل اسم “أمغالا”، ويربط هذا المعبر مدينة السمارة الواقعة في الأقاليم الجنوبية للمملكة بمقاطعة بير أمكرين في ولاية تيرس زمور شمال موريتانيا.ويُعد هذا المعبر الحدودي الثاني بين البلدين بعد معبر الكركرات، الذي يربط بين الداخلة ونواذيبو شمال موريتانيا، ويمثل افتتاح هذا المعبر الجديد، بحسب مراقبين، خطوة استراتيجية تعكس رغبة القيادتين المغربية والموريتانية في تعزيز التكامل الاقتصادي والتنموي، بما يتجاوز الإطار الثنائي ليشمل بُعدًا إقليميًا وقاريًا.ووفقًا لما أوردته القناة الأولى المغربية، فقد صادقت وزارة الداخلية الموريتانية رسميًا على إنشاء المعبر، ليكون بمثابة دعامة إضافية لحركة التنقل والتجارة بين البلدين.كما يُعد جزءًا من مشروع “المنفذ الأطلسي”، الذي يهدف إلى تطوير شبكة نقل حديثة لتعزيز التبادل التجاري بين دول المنطقة وربط إفريقيا بأوروبا عبر المغرب.
ولم يمر هذا الإعلان دون إثارة الجدل، حيث اعتبرته جبهة البوليساريو الانفصالية بمثابة “تحدٍ صارخ” لها. وسبق أن حذر المدعو البشير مصطفى السيد، أحد قياديي الجبهة، من أن فتح المعبر الجديد يعزز النفوذ المغربي في المنطقة، وقد يؤدي – على حد تعبيره – إلى إشعال توتر جديد في الصحراء.وفي تصريح لصحيفة إسبانية، اعتبر القيادي في البوليساريو أن المغرب يسعى من خلال هذا المشروع إلى إحكام السيطرة على المنطقة عبر محورين رئيسيين: تعزيز النفوذ المغربي على طول السواحل الأطلسية، من الكركرات إلى الكويرة، ثم التوسع نحو المناطق الداخلية، مثل أمغالا وبير أمكرين، بهدف إعادة رسم خارطة النزاع.ويأتي هذا التطور في سياق متغيرات إقليمية ودولية تسعى من خلالها الرباط ونواكشوط إلى تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات، لا سيما الاقتصادية والتجارية.كما أن فتح معبر بري جديد يعزز خيارات التنقل ونقل البضائع بين البلدين، مما قد يسهم في تقوية الروابط الاقتصادية بين المغرب وموريتانيا، ويدعم التكامل الإقليمي في منطقة الساحل والصحراء.