توفي الدكتور محمد محمود ولد محمدو، وزير الخارجية الموريتاني الأسبق، يوم الثلاثاء في جنيف، مخلفًا وراءه إرثًا كبيرًا في المجالين الأكاديمي والدبلوماسي. وُلد الدكتور ولد محمدو في موريتانيا وبرز كشخصية مؤثرة على المستوى الدولي بفضل رؤيته الاستراتيجية ومساهماته الفكرية.
بعد حصوله على دكتوراه في العلوم السياسية من جامعة نيويورك، اشتغل كأستاذ زائر في معهد الدراسات العليا للدراسات الدولية والتنمية في جنيف، وباحث زائر في جامعة هارفارد. كان الراحل من أبرز المتخصصين في العلاقات الدولية والتحليل السياسي. كما شغل عدة مناصب أكاديمية مرموقة، أسهم فيها بشكل كبير في تعزيز الفكر الاستراتيجي حول القضايا العالمية المعقدة.
ألف الدكتور ولد محمدو العديد من الكتب والدراسات، وكان من أبرز مؤلفاته كتاب “الهجمة المضادة للحروب الصليبية”، الذي يعد من أعمق الدراسات حول هجمات 11 سبتمبر. في هذا الكتاب، تناول الأحداث الجيوسياسية المعقدة التي أعقبت الهجمات، وأثرها على العلاقات الدولية.
إلى جانب مسيرته الأكاديمية، لعب الدكتور ولد محمدو دورًا محوريًا في الدبلوماسية الموريتانية. عُيّن وزيرًا للخارجية في فترة حرجة من تاريخ موريتانيا، حيث كان له دور كبير في توطيد العلاقات الدولية لبلاده وتعزيز مكانتها على الساحة العالمية. بفضل خبرته الواسعة وشخصيته القيادية، ساهم في بناء جسور من التعاون مع العديد من الدول والمنظمات الدولية.
وكان الدكتور محمدو معروفًا بتوجهه الفكري العميق ورؤيته الاستراتيجية حول مستقبل العالم العربي والعلاقات بين الغرب والشرق. كما كان عضوًا نشطًا في عدة مؤسسات فكرية مرموقة، حيث قدم إسهامات مهمة في مجالات مثل مكافحة الإرهاب، والأمن الدولي، والعلاقات بين الشمال والجنوب.
وفاته تمثل خسارة كبيرة ليس فقط لموريتانيا، ولكن أيضًا للمجتمع الأكاديمي والدبلوماسي الدولي. الشعب الموريتاني ينعى رحيل أحد أبرز مفكريه وشخصياته العامة، الذي ترك أثرًا لا يُمحى في مجالات الفكر والسياسة.