أخبار العيون – أخبار
في واقعة أثارت تفاعلاً واسعاً بحي الوحدة بمدينة العيون، برز اسم الطبيبة الصيدلانية بصيدلية تفرح، التي وجدت نفسها أمام موقف حساس بعد أن رفضت صرف دواء لطفل دون توفر والده على وصفة طبية حديثة، مكتفياً بدايةً بعرض صورة عبر الهاتف ثم بوصفة قديمة تعود لسنة 2024.
الصيدلانية الشابة، المعروفة في أوساط الحي بسجلها الحافل من العطاء، لم تتردد في تطبيق القانون، مؤكدة أن تسليم هذا النوع من الأدوية دون وصفة حديثة يشكل خطراً على صحة المريض أولاً، كما يعرض الصيدلي نفسه للمساءلة القانونية. هذا الموقف يعكس من جهة التزامها الصارم بالضوابط المهنية، ومن جهة أخرى حرصها العميق على حماية حياة الطفل من أي مضاعفات محتملة.
ولم يفت الدكتور العلوي سيدي ختاري، الرئيس السابق لنقابة الصيادلة بجهة العيون الساقية الحمراء، أن يوضح أن أي اجتهاد شخصي للصيدلي في مثل هذه الحالات يجعله يتحمل وحده التبعات القانونية، في حين يبقى الطبيب صاحب الوصفة بعيداً عن أي مساءلة. كما شدد على أن مسؤولية متابعة الحالة الصحية تقع أيضاً على عاتق ولي الطفل، الذي يفترض أن يجري الفحوصات الطبية الدورية لتقييم العلاج وتعديل الجرعات.
ما يميز الطبيبة الصيدلانية بصيدلية تفرح ليس فقط التزامها بالقانون، بل إن مسارها الإنساني يشهد لها بغير ذلك؛ إذ دأبت منذ سنوات على مد يد العون للمرضى الفقراء، وغالباً ما تتحمل تكلفة الدواء عن العائلات التي لا تملك ثمنه. وهو ما جعلها تحظى بثقة واحترام الساكنة، باعتبارها كفاءة شابة تنضاف إلى الكفاءات التي تحتاجها مدينة العيون لتنهض بخدماتها الصحية والاجتماعية.
إن موقف الصيدلانية الأخير لم يكن مجرد تطبيق حرفي للقانون، بل فعل يعكس إدراكها لمسؤولية مزدوجة: حماية المرضى من خطورة الأدوية التي قد تؤثر سلباً على الكبد عند استعمالها دون إشراف طبي، وحماية المهنة من الممارسات العشوائية التي قد تهدد سمعتها. وهو ما يستحق التنويه، ويجعلها مثالاً مشرفاً للالتزام بالقيم الإنسانية والقوانين المهنية على حد سواء.