
تُعتبر قضية الصحراء المغربية من الملفات الشائكة التي تؤثر بشكل كبير على العلاقات الدولية، خاصة بين المغرب والجزائر. في هذا السياق، تلعب المملكة المتحدة دورًا مهمًا، حيث تسعى الجزائر إلى استمالة مواقفها لصالح أطروحتها، بينما يواصل المغرب تعزيز موقفه في لندن.
الموقف البريطاني من قضية الصحراء المغربية
تؤكد المملكة المتحدة على دعمها للجهود التي تقودها الأمم المتحدة للتوصل إلى حل سياسي عادل ودائم للنزاع حول الصحراء المغربية. في يناير 2025، صرحت وزارة الخارجية البريطانية بأنها تدعم المسار السياسي لحل النزاع، وتشجع الأطراف المعنية على الانخراط البناء في العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة
في يونيو 2024، نوه خبراء بريطانيون بجهود المغرب لتسوية النزاع، مؤكدين على دور المملكة في استقرار وأمن منطقة الساحل وفق رؤية صاحب الجلالة الملك محمد السادس. كما أكدوا على أهمية دور المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دي ميستورا، في تسهيل الحوار بين الأطراف المعنية .
محاولات الجزائر في لندن
تحاول الجزائر استغلال علاقاتها مع بعض الجهات البريطانية للتأثير على مواقف المملكة المتحدة. في فبراير 2023، أشار الأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية الجزائرية، عمار بلاني، إلى قضية الصحراء المغربية خلال لقاء مع نائب وزير الدفاع البريطاني، جيمس هيبي، مؤكدًا على دعم الجزائر لجهود المبعوث الأممي .
ومع ذلك، لم تُظهر المملكة المتحدة أي تغيير جوهري في موقفها، حيث استمرت في دعم جهود الأمم المتحدة وتأكيد حيادها النسبي في هذا الملف .
تأثير المواقف البريطانية على الجزائر
تُعتبر مواقف المملكة المتحدة بمثابة ضربة لجبهة البوليساريو، التي تأمل في الحصول على دعم دولي لقضيتها. في أغسطس 2024، أيدت الحكومة البريطانية الجديدة استمرار اتفاقية الشراكة التجارية بين لندن والرباط، بما في ذلك الأقاليم الجنوبية للمملكة، مما شكل خيبة أمل كبيرة للبوليساريو وأنصارها .
الخلاصة
تُظهر المواقف البريطانية ثباتًا في دعم جهود الأمم المتحدة للتوصل إلى حل سياسي للنزاع حول الصحراء المغربية. على الرغم من محاولات الجزائر للتأثير على مواقف لندن، إلا أن المملكة المتحدة تواصل دعمها لمبادرة الحكم الذاتي المغربية وتؤكد على دور الجزائر كطرف رئيسي في النزاع.