تومنة جكاني /صحفية متدربة
“المغرب“، نمو مطرد ،امكانيات هائلة، دعم للتصدير والتحول في مجال الطاقات المتجددة، واستراتيجية محكمة ، اهداف تحققت بفضل النموذج الطاقي الذي حول التحديات و الإ كراهاتالى فرص استثمارية حقيقية ،في إطار الدينامية الجديدة للتنمية الشاملة خاصة في ” أورولوجيا التعافي بعد مرحلة كوفيد 19 في إفريقيا”، الضوء سلط على التقدم الذي أحرزه المغرب كنموذج على المستوى القاري، من حيث الإستقلال الطاقي المستدام والشامل.
أبرز مكتب الإستشارات المغربي “بوزيتيف أجندا أدفايسوري”، ومجموعة التفكير الكينية “باور شيفت أفريكا”، والمنظمة الغير الحكومية النيجيرية “ذا سوسايتي فور بلانت آندبروسبيريتي”، ريادة المغرب في المجالات المتعلقة على وجه الخصوص، بتطوير الطاقات النظيفة، و التحدي المطروح هنا لم يعد حكرا على الدول الصناعية والدول المتقدمة التي هي في مصف الدول الرأسمالية ،بل تعدى ذلك ليصبح المغرب أول بلد إفريقي إنتقل من اعتماده على النفط والغاز الى ان أصبح بلد منتج للطاقة ، بوضع ثلاثة أهداف لضمان استقلاليته النسبية والإسهام في تقليص الانبعاثات الغازية والإنتاج والتصدير الطاقي،و بذالك فإن مشاريع الطاقة المتجددة في المغرب ممكنة، وهي المختصة في الإنتاج والتوزيع بفضل إنشاء إطار تشريعي و تنظيمي ومؤسسي ملائم، يتماشى مع تحديث المبادرة التنموية المستدامة ، لجعل هذا القطاع أكثر جاذبية للاستثمار الخاص.
و تعتبر طاقة الرياح، نموذج للتكامل الإقتصادي لجنوب المغرب وشماله ،فعلى الرغم من أن الطاقة أصبحت عاملا استراتيجيا في التنمية الإقتصادية، إلا أن المغرب لا يزال يعتمد بشكل كبير على سوق الطاقة الدولية، حيث يستورد أكثر من 90٪ من احتياجاته منها ،في حين أن تحقيق أمن الطاقة كان أولوية قصوى بالنسبة للمغرب على مدى السنوات العشر الماضية، فإن أسعار الغاز المرتفعة الحالية بسبب الصراع بين روسيا وأوكرانيا زادت بشكل كبير من فاتورة الطاقة الوطنية، مما يبرز حاجة المغرب لاعتماد طاقة أكثر اكتفاء ذاتيا.
في ظل ازمة الطاقة، إعتمد المغرب إستراتيجية جديدة لزيادة حصة الطاقات المتجددة في القدرة الكهربائية المركبة المختلطة إلى 52٪ في عام 2030، والموقع الاستراتيجي للمغرب يتيح له أن يكون مركزا كهربائيا بين أوروبا وأفريقيا.
الكهرباء في المغرب يهدف إلى الإسهام في تطوير اقتصاد وطني تنافسي ومنخفض الكربون، عبر تشجيع تطوير الطاقات المتجددة وتخفيض الفاتورة الإجمالية لهذا القطاع إلى تأمين الإمدادات الطاقية وذلك بالحرص على توفير الكهرباء بأسعار تنافسية وتحسين جودة المنتجات الطاقية، تخضع هيكلية قطاع توليد الطاقة وطبيعة منتجيها وأدوارهم لتحولات كبيرة مع ازدياد حصة الطاقة المتجددةوفي ظل الصراع الجيو سياسي ،المغرب اوقظ عملاق الهيدروجين ،الذي يعد مصدر طاقة واعدً ا للاستخدام التجاري، و وفرة هذا العنصر والقدرة على إنتاجه من الماء عبر التحليل الكهربائي يجعله خيارً ا جذابً ا وأكثر نظافة ً يمكنه أن يحل مكان الوقود الأحفوري وأن يعالج التحديات المتمثلة بإزالة انبعاثات الكربون من مجالات النقل، الصناعة والتخزين.
وبحلول عام 2030 ، من المقرر أن تصل نسبة استخدام الطاقة المتجددة في مجال توليد الكهرباء إلى 5 %، بالإضافة إلى 12 % للطاقة النووية، و12 % للفحم النظيف، والنسبة الباقية باستخدام الغاز.
ادى مفهوم السيادة الى جعل المملكة المغربية مرتبطة باستراتيجية استشراف فيما يتعلق بالاستقلال الطاقي ، ف سابقا كان القرن 20 قرن حرب البترول أما حاليا في القرن 21، فهو قرن الطاقة المتجددة،طاقات غير قابلة لل نفاذ.
كيف يمكن للطاقة المتجددة أن تصبح متنافسة من حيت التكاليف كما يروج البعض؟ الموضوع لا ينبغي أن يكون ”كيف يمكن أن تصبح الطاقة المتجددة تنافسية؟“ لأن تكنولوجيات الطاقة المتجددة هي بالفعل تنافسية، ولذلك لا بد أن تتمثل الأسئلة المطروحة في “كيفية دفع التكاليف إلى المزيد من الانخفاض؟، وما هي التحديات التي تواجه تحقيق هذا الهدف؟،هذا هو التحدي الأساسي الذي نواجهه اليوم.
و إن حكاية تنافسية المصادر المتجددة هي حكاية مختلفة، ففيها توجد تباينات في تكاليف الإنشاء، إلاّ أن بعضاً من هذه الاختلافات يرجع إلى مسائل هيكلية أو إلى قضايا تتصل تحديداً بمشروع بعينه، وإن كان الكثير من هذه القضايا يمكن التصدي له من خلال اتباع سياسات فضلى.
و في ظل اعلان الشهر الماضي عن اكتشاف المغرب لاحتياطات كبيرة من النحاس تقدر 25 طن ، يتم استخدامه في صناعة عنفاتهواء الى جانب ان هناك شركات تحاول بناء شراكة متقدمة مع المغرب فيما يتعلق بتطوير وانتاج الطاقات نظرا لما يشكله هذا المخزون ، على رأسهم المانيا -بريطانيا -الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل ، هذا الإعلان بحد ذاته قادر على الحد من تنافسية المصادر المتجددة وبهذا اصبح المغرب أحد رواد الطاقة المتجددة في إفريقيا.
ويلاحظ ان ” نور 1” مشروع ضخم للطاقة الشمسية يُعد الأكبر من نوعه في العالم، انشأ في روابي منطقة “ورزازات” جنوب شرقي البلاد، بعدما ظلت لسنوات عديدة قبلة للإنتاج السينمائي العالمي، و من خلال أعوام اصبح المغرب من أهم منتجي الطاقة المتجددة بفضل هذا المشروع، طُور أيضا برنامجا متكاملا لتحلية المياه مع محطات توليد الطاقة مدعومة بوحدات إنتاج الطاقة المتجددة، بالإضافة إلى التحضير المستمر لخارطة طريق للطاقة البحرية.
و مع استفادة جنوب المغرب من مورد استثنائي للطاقة المتجددة، سيشهد العقد القادم تطوير مجموعة كبيرة من مشاريع طاقة الرياح في هذه المنطقة، لكن نقل هذه الطاقة إلى مراكز الاستهلاك، يتطلب تعزيز شبكة التيار المتناوب 400 كيلو فولت في جنوب المغرب وما يترتب على ذلك من زيادة في سعة العبور لهذه الشبكة.
تعتمد دراسة سرعة الرياح وتقييم إمكاناتها في موقع معين على فترة وخطوة القياسات، فضلا عن سعة وطبيعة تغير سرعتها، على سبيل المثال، بالنسبة لموقع طنجة في شمال المغرب، يتطلب تقييم إمكانات الرياح أربعة قياسات ل سرعتها اليومية (0 ساعات،6 ساعات،12 ساعة و 18 ساعة) لمدة لا تقل عن 9سنوات.
في جنوب المغرب، يعتبر غشت و يوليوز أكثر شهور الرياح في العيون و الداخلة، بمتوسط شهري يبلغ 7.67 م / ث و 10.12 م / ث على التوالي،ف للعيون سرعة قصوى تتراوح في 34 م/ث و الداخلة 27 م/ث.
إن التباين في سرعة الرياح أكثر ثباتا في موقع الداخلة، و كذالكبالنسبة لمدينة الكويرة المغربية، فإن شهر يونيو هو أكثر الشهور رياحا، حيث يتراوح متوسط سرعة الرياح اليومية بين 7.9 م/ث و 10.7 م/ث لمدة 27 يومًا، ومع ذلك فخلال شهر دجنبر، يكون الشهر الأقل عاصفة و ذالك فقط ل 19 يوما بمتوسط يتراوح بين 5.4 م/ث و 7.9 م/ث،وبالنسبة لمعظم المواقع المدروسة، تكون سرعة الرياح قوية خلال النهار وتصل إلى أقصى حد لها حوالي الساعة 4 مساءا بالتوقيت المحلي، قبل أن تضعف بين عشية وضحاها.
ويمكن تفسير الاختلاف بين سرعات الرياح أثناء النهار والليل بشكل أساسي من خلال تأثير الزيادة التدريجية في درجة الحرارة على مدار اليوم على ساحل المحيط الأطلسي، مما يتسبب في انضمام الرياح المحلية (نسمات البحر / البر).
في عام 2021، بلغ إجمالي طاقة الرياح المركبة في المغرب 1350 ميجاوات،و يقع أكثر من 56٪ (757.3 ميغاواط) في جنوب المغرب،و لا تزال مزرعة الرياح في طرفاية في المغرب (301.3 ميجاوات) التي تم تركيبها في عام 2014 أكبر مزرعة رياح في إفريقيا.
ان جنوب المغرب تعد طاقة الرياح به بديلا تنافسيا للطاقة المشتقات النفطية للجيل القادم ، و تعد نموذجا و عاملا أساسي للتكامل الاقتصادي لجنوب المملكة كما ان تطوير هذه الطاقة له آثار اقتصادية واجتماعية مهمة على هذه المنطقة وسيساعد البلد على أن يصبح رائدا إقليميا في مجال الطاقة المتجددة.
فهل يمكن الاعتماد كليا على الطاقات المتجددة أم هناك سبب يحول دون ذلك؟